فصل: (سورة طه: آية 104):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة طه: آية 96]:

{قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُها وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96)}.

.الإعراب:

{بما} متعلّق ب {بصرت}، و{ما} موصول، {به} متعلّق ب {يبصروا}، الفاء عاطفة في الموضعين {قبضة} مفعول به منصوب {من أثر} متعلّق بنعت ل {قبضة}، وفي الكلام حذف مضاف أي من تراب أثر الرسول الواو استئنافيّة {كذلك} متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله سوّلت {لي} متعلّق ب {سوّلت}، وعلامة الرفع في {نفسي} الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء مضاف إليه.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
وجملة: {بصرت} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {لم يبصروا} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {قبضت} في محلّ نصب معطوفة على جملة بصرت.
وجملة: {نبذتها} في محلّ نصب معطوفة على جملة قبضت.
وجملة: {سوّلت لي نفسي} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{قبضة}، قد يراد به المقبوض أو كميّته فيكون اسما جامدا، وقد يراد به مصدر المرّة من قبض الثلاثيّ، ووزنه فعلة بفتح فسكون.

.الفوائد:

- قصة السامري:
في الوقت الذي حل فيه ميعاد ذهاب موسى إلى الطور، أرسل الله إلى موسى جبريل راكبا حيزوم فرس الحياة، فأبصره السامريّ وكان حيث يضع الفرس قدمه يخضر ويزهر، فقال السامري: إن لهذا الفرس لشأنا، فقبض من أثر تربة موطئه قبضة من تراب، فلما سأله موسى عن قصته. قال: قبضت قبضة من أثر فرس المرسل إليك يوم حلول الميعاد- ولعله لم يعرف أنه جبريل- ثم جمع السامري الحلي التي أخذها بنو إسرائيل من سكان مصر، فحفر حفرة، وأضرم النار، وأبقى الحلي فيها وعند ما انصهرت صنع منها عجلا له خوار، فعبده بنو إسرائيل حتى عاد إليهم موسى، فأحرقه ونسفه في اليم نسفا.

.[سورة طه: آية 97]:

{قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97)}.

.الإعراب:

الفاء الأولى رابطة لجواب شرط مقدّر والفاء الثانية تعليليّة {لك} متعلّق بمحذوف خبر إنّ {في الحياة} متعلّق بحال من ضمير الخطاب في {لك}، {أن} حرف مصدريّ ونصب {لا} نافية للجنس {مساس} اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب، وخبر لا محذوف أي بيننا.
والمصدر المؤوّل {أن تقول} في محلّ نصب اسم إنّ مؤخّر.
الواو عاطفة {إنّ لك} مثل الأولى {موعدا} اسم إنّ منصوب {تخلفه} مضارع منصوب مبنيّ للمجهول، والهاء مفعول به، ونائب الفاعل أنت الواو عاطفة {إلى إلهك} متعلّق ب {انظر}، {الذي} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت ل {إلهك}، والتاء في {ظلت} اسم ظلّ، {عليه} متعلّق ب {عاكفا} وهو خبر ظلّ منصوب اللام لام القسم لقسم مقدّر {نحرّقنّه} مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والنون نون التوكيد، والهاء مفعول به، والفاعل نحن {لننسفنّه} مثل لنحرقنّه {في اليمّ} متعلّق ب {ننسفنّه}، {نسفا} مفعول مطلق منصوب.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اذهب} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تكفر باللّه فاذهب. وجملة الشرط المقدّرة في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إنّ لك أن تقول} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {تقول} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
وجملة: {لا مساس} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إنّ لك موعدا} لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة: {لن تخلفه} في محلّ نصب نعت ل {موعدا}.
وجملة: {انظر} معطوفة على جملة اذهب.
وجملة: {ظلت} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {نحرّقنّه} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. والقسم المقدر استئناف.
وجملة: {ننسفنّه} لا محلّ لها معطوفة على جملة نحرّقنّه.

.الصرف:

{مساس}، مصدر سماعيّ للفعل الرباعيّ ماسّ زنة فاعل، ووزن مساس فعال بكسر الفاء {نسفا}، مصدر سماعيّ للفعل الثلاثيّ نسف باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.

.[سورة طه: آية 98]:

{إِنَّما إِلهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98)}.

.الإعراب:

{الذي} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت للفظ الجلالة {إلّا} أداة استثناء {هو} ضمير منفصل مبنيّ في محل رفع بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف أي: لا إله موجود، {كلّ} مفعول به منصوب {علما} تمييز محوّل من فاعل، منصوب.
جملة: {إلهكم اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا إله إلّا هو} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي} وجملة: {وسع} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

.الفوائد:

- مسوغات النكرة لتكون صاحبا للحال، الأصل في صاحب الحال أن يكون معرفة، لأن الحال هو حكم بصفة من الصفات، فلا يجوز أن يصدر الحكم على نكرة. ولكن يمكن للنكرة أن تحظى بمسوغ، فتصبح جديرة بأن تكون صاحبا للحال والمسوغات هي ما يلي:
أ- إذا تقدمت الحال على صاحبها، نحو: في المكتبة واقفا تلميذ.
ب- أن يكون صاحب الحال مخصصا بصفة، نحو: في فلك ماخر باليم مشحونا.
ج- أن يخصص صاحب الحال بإضافة، نحو: {في أربعة أيام سواء للسائلين} فسواء حال من أربعة بعد تخصيصها بالإضافة إلى أيام.
د- أن يخصص صاحبها بمعمول، نحو: عجبت من ضرب أخوك شديدا.
ه- أن يكون صاحب الحال مخصصا بواسطة العطف، نحو: هؤلاء جنود وقائدهم منطلقين.
و- أن يكون صاحب الحال مسبوقا بنفي، نحو: {وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ}.
ز- أن يكون مسبوقا بنهي نحو:
لا يركن أحد إلى الإحجام يوم الوغى متخوفا لحمام.
ج- أن يكون صاحب الحال مسبوقا باستفهام:
كقول بعضهم:
يا صاح هل حمّ عيش باقيا ** فترى لنفسك العذر في ابعادها الأملا

فباقيا حال من عيش وسوّغ بواسطة الاستفهام.
وقد يقع الحال من النكرة بلا مسوغ، وهو نادر جدا، نحو: ووراءه رجال قياما..!

.[سورة طه: الآيات 99- 103]:

{كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْرًا (100) خالِدِينَ فِيهِ وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلًا (101) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْرًا (103)}.

.الإعراب:

{كذلك} متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نقصّ {عليك} متعلّق ب {نقّص}، {من أنباء} متعلّق ب {نقصّ}، {ما} اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه الواو عاطفة- أو حاليّة- من {لدنّا} متعلّق بحال من {ذكرا} وهو مفعول به ثان منصوب.
جملة: {نقصّ} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قد سبق} لا محلّ لها صلة الموصول ما وجملة: {قد آتيناك} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
100- {من} اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {عنه} متعلّق ب {أعرض} والضمير يعود على الذكر، الفاء رابطة لجواب الشرط {يوم} ظرف منصوب متعلّق ب {يحمل}.
وجملة: {من أعرض} في محلّ نصب نعت ل {ذكرا}.
وجملة: {أعرض عنه} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {إنّه يحمل} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {يحمل} في محلّ رفع خبر إنّ.
101- {خالدين} حال من فاعل يحمل العائد على من الشرطيّة، منصوبة، {فيه} متعلّق ب {خالدين}، والضمير يعود على عذاب الوزر الواو عاطفة {ساء} فعل ماض لإنشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو {لهم} متعلّق بحال من {حملا}، {يوم} ظرف زمان منصوب متعلّق بالحال المحذوفة {حملا} تمييز منصوب، ميّز الضمير في ساء.. والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره وزرهم.
وجملة: {ساء لهم} في محلّ نصب معطوفة على خالدين، والرابط مقدّر.
102- {يوم} بدل من يوم القيامة، منصوب مثله {في الصور} جارّ ومجرور نائب الفاعل الواو عاطفة {يومئذ} ظرف منصوب مضاف إلى ظرف مبنيّ متعلّق ب {نحشر}، والتنوين فيه هو تنوين العوض عن جملة محذوفة، {زرقا} حال من المجرمين منصوبة.
وجملة: {ينفخ في الصور} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {نحشر} في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينفخ.
103- {بينهم} ظرف منصوب متعلّق ب {يتخافتون}، {إن} نافية {إلّا} أداة حصر {عشرا} ظرف زمان منصوب، أي عشر ليال.
وجملة: {يتخافتون} في محلّ نصب حال ثانية من المجرمين.
وجملة: {لبثتم} في محلّ نصب مقول القول لحال أي قائلين إن لبثتم...

.الصرف:

{زرقا} جمع زرقاء مؤنث أزرق، صفة مشبّهة، وزنه فعل بضمّ فسكون.

.البلاغة:

1- الاستعارة التصريحية:
في قوله تعالى: {يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْرًا}.
والوزر في الأصل يطلق على معنين: الحمل الثقيل والإثم، وإطلاقه على العقوبة نظرا إلى المعنى الأول، على سبيل الاستعارة المصرحة، حيث شبهت العقوبة بالحمل الثقيل. ثم أستعير لها بقرينة ذكر يوم القيامة. ونظرا إلى المعنى الثاني، على سبيل المجاز المرسل، من حيث أن العقوبة جزاء الإثم، فهي لازمة له أو مسببة والأول هو الأنسب بقوله تعالى فيما بعد {وساء}.. إلخ. لأنه ترشيح له.
2- المجاز المرسل:
في قوله تعالى: {خالِدِينَ فِيهِ} أي في الوزر، والوزر لا يقام فيه، ولكن أراد العقاب المتسبب عن الوزر، فالعلاقة فيه السببية.

.الفوائد:

- لدن:
كنا ألمحنا سابقا إلى خصائص لدن مجملة. والآن نعود لبيان الفارق بينها وبين {عند}. فهي تفارقها بستة أمور:
أ- فهي ملازمة لمبدأ الغايات، فهما يتعاقبان نحو: {آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} بخلاف جلست عنده فلا يجوز جلست لدنه لعدم معنى الابتداء.
ب- قلما يفارق وجود لفظ {من} قبلها..
ج- هي مبنية في لغة قيس، وبلغتهم قرئ: {من لدنه}.
د- جواز إضافتها إلى الجمل، كما ذكرنا سابقا.
ه- جواز إفرادها قبل {غدوة}، وتنصب {غدوة} بها إما تمييزا ومفعولا به، أو خبرا لكان المحذوفة.
و- أنها لا تقع إلا فضلة.

.[سورة طه: آية 104]:

{نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْمًا (104)}.

.الإعراب:

{بما} متعلّق ب {أعلم}، وما حرف مصدريّ، {إذ} ظرف متعلّق ب {أعلم}، {طريقة} تمييز منصوب {إن لبثتم إلا يوما} مثل إن لبثتم إلّا عشرا.
جملة: {نحن أعلم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يقولون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {ما}.
والمصدر المؤوّل {ما يقولون} في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب {أعلم}.
وجملة: {يقول أمثلهم} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {إن لبثتم إلّا} في محلّ نصب مقول القول.

.الصرف:

{أمثلهم}، اسم تفضيل من الثلاثيّ مثل يمثل باب كرم بمعنى فضل، وزنه أفعل، وقد جاء مفردا لأنه أضيف إلى معرفة وإن كان الضمير فيه يعود إلى الكثرة، وهذا جائز كما يجوز جمعه مطابقة للجمع المتقدّم.

.[سورة طه: الآيات 105- 107]:

{وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُها قاعًا صَفْصَفًا (106) لا تَرى فِيها عِوَجًا وَلا أَمْتًا (107)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {عن الجبال} متعلّق ب {يسألونك}، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر، وعلامة الرفع في {ربّي} الضمة المقدّرة على ما قبل الياء {نسفا} مفعول مطلق منصوب الفاء عاطفة، والضمير في {يذرها} يعود على الجبال أو أصولها المستوية مع الأرض {قاعا} حال منصوبة من الضمير الغائب {في يذرها}، {صفصفا} حال ثانية منصوبة.
جملة: {يسألونك} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قل} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أجبت فقل.
وجملة: {ينسفها ربّي} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يذرها} في محلّ نصب معطوفة على جملة ينسفها.
107- {فيها} متعلّق ب {ترى}، {لا} الثانية زائدة لتأكيد النفي {أمتا} معطوف على {عوجا} بالواو منصوب.
وجملة: {لا ترى} في محلّ نصب حال ثالثة من الهاء في {يذرها}.

.الصرف:

{قاعا}، اسم للأرض السهلة المطمئنّة، وزنه فعل بفتحتين، جمعه أقواع وأقوع بفتح الهمزة وضمّ الواو وقيع وقيعان وقيعة. والقاع فيه إعلال بالقلب، أصله القوع، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
{صفصفا}، اسم للأرض المستوية الملساء، وزنه فعلل بفتح الفاء واللام الأولى.
{أمتا}، اسم للنتوء والمكان المرتفع أو التلّ، جمعه آمات وأموت، ووزن أمت فعل بفتح فسكون.

.الفوائد:

- العوج والعوج بكسر العين وفتحها. في هذه الآية نكتة بلاغية لطيفة هي من لطائف القرآن، واعجازه المكين.
فقد ذكر اللغويين أن العوج بكسر العين يكون للشؤون المعنوية، أما العوج بفتح العين، فيكون لوصف الشؤون المادية.
لكننا، في هذه الآية، نجده سبحانه، يضع ما هو للأمور المعنوية، يضعه للأمور المادية، وهي صفات الأرض المنبسطة التي لا ترى فيها أي نتوء أو تضاريس.
ولكن ما علينا إلا أن نتعمق في إدراك ما يرنو إليه هذا الاستعمال، من ملاحظة عدم وجود أي نتوء مهما دق، أو انخفاض مهما قلّ الذي لا تدركه العين الباصرة، ولكن تدركه وسائل العلم الحديثة، لذلك عبر سبحانه وتعالى باللفظ الموضوع للمعاني، عن الأمور التي هي من صفات الأجرام المادية. وهذه لفتة يكاد لا يدركها إلا من أوتي نفاذ البصيرة إلى قوة الباصرة. فتأمل، ففي ذلك منتهى العبرة والإعجاز..!
ولعلّ الخنساء لحظت ما يماثل هذا المعنى عند ما قالت:
يذكرني طلوع الشمس صخرا ** وأذكره لكل غروب شمس

ففي طلوع الشمس شنّ الغارات وفي غروبها ملتقى الضيفان.